فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم ـ جدُّ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بن عبد مناف بن قصي الهاشمية القرشية ، وأُمُّها فاطمة بنت قيس بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن بغيض بن عامر بن لؤي (1) بنت عم أبي طالب.
وقال أهل السير : «هي أول هاشمية تزوّجت هاشمياً وولدت خليفة هاشمياً» (2) وهي من سابقات المؤمنات إلى الإيمان ، وكانت قبل ذلك على ملَّة إبراهيم الخليل عليه السلام ، هاجرت مع رسول الله في جملة المهاجرين إلى المدينة المنوَّرة ـ على ساكنها السلام ـ ماشية ، حافية ، و هي أوَّل امرأةٍ بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكَّة بعد خديجة زوج الرسول.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعاملها كما يعامل ابنٌ برَ أمَّه حتى يوم وفاتها. حيث توفِّيت في المدينة المنوَّرة سنة أربع من الهجرة ، وأنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : «اليوم ماتت أمِّي» (3) ، وشهد جنازتها فصلَّى عليها وكفَّنها قميصه ليدرأ عنها هوامَّ القبر ، ونزل في قبرها لتأمن ضغطته (4) .
وروي أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : «يُحشر الناس يوم القيامة عراة» فقالت : واسوأتاه ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «فإنِّي أسأل الله أن يبعثك كاسية» (5).
وسمعته يذكر عذاب القبر فقالت : واضعفاه ، فقال : «إنِّي أسأل الله أن يكفيك ذلك» (6) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك يزورها ويقيل عندها في بيتها ، وقال ابن عبَّاس : « وفيها نزلت (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ...){الممتحنة/13}» (7) وإنَّها كانت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة الام ، تفضله على أبنائها وتغدقه من حنانها وكان شاكراً لبرِّها. وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «إنَّها كانت أمِّي ، إنها كانت لتجيع صبيانها وتُشبعني ، وتشعثهم وتدهنني ، وكانت أمِّي» (8) .
____________
1) الطبقات الكبرى لابن سعد 8 : 178.
2) تذكرة الخواص : 10.
3) و 4) تاريخ اليعقوبي 2 : 14.
5) و 6) تذكرة الخواص : 10.
7) تذكرة الخواص : 10.
8) تاريخ اليعقوبي : 14.
المصدر: سلسلة المعارف الإسلامية" الإمام علي (ع) سيرةٌ وتاريخٌ" نقلاً من موقع شبكة نور الإسلام