در حال بارگذاری؛ صبور باشید
منبع :
شنبه

۲۸ اسفند ۱۳۸۹

۲۰:۳۰:۰۰
40997

مروان بن الحكم

         لقد كان لمروان بن الحكم دور رئيس في مسيرة الأحداث الدامية دون شك. وقبل التطرق الى دور هذا الرجل في الفتنة، يجدر بي أن أستعرض أقوال بعض المؤلفي


  
  
  
لقد كان لمروان بن الحكم دور رئيس في مسيرة الأحداث الدامية دون شك. وقبل التطرق الى دور هذا الرجل في الفتنة، يجدر بي أن أستعرض أقوال بعض المؤلفين فيه ومواقفهم منه، وإصرار هؤلاء على إظهار مروان على غير صورته الحقيقية وتبرأته هو الآخر مما وقع من أحداث.
  
يقول القاضي ابن العربي فيه: مروان رجل عدل من كبار الاُمة عند الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين.
أما الصحابة فإنّ سهل بن سعد الساعدي روى عنه، وأما التابعون فأصحابه في السن، وإن كان جاوزهم باسم الصحبة في أحد القولين، وأما فقهاء الأمصار فكلهم على تعظيمه، واعتبار خلافه، والتلفت الى فتواه والانقياد الى روايته، وأما السفهاء من المؤرخين والأدباء فيقولون على أقدارهم(1).
لو كان الأمر متوقفاً على المؤرخين والاُدباء - حتى غير السفهاء- لهان الأمر، لكن صورة مروان بن الحكم التي ينقلها إلينا ثقاة العلماء والمحدثون، أكثر جهامة مما يقوله المؤرخون والاُدباء.
فقد أخرج كبار المحدثين روايات تكشف عن البدع التي أحدثها مروان
في الاسلام، فضلا عن جرائم قتل لبعض كبار الصحابة، وهي كلها مسجلة في كتب الحديث، والتي تكشف أيضاً عن سوء رأي بعض كبار الصحابة في مروان واتهامهم إياه.
  
ففي الصحيحين -واللفظ للبخاري- عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج يوم الفطر والأضحى الى المصلى، فأول شيء يبدأ به: الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم. فإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه، أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف، فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبرٌ بناه كثير بن الصلت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي، فجبذت بثوبه فجبذني، فارتفع فخطب قبل الصلاة; فقلت له: غيّرتم والله! فقال: يا أبا سعيد، قد ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم والله خير مما لا أعلم; فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبل الصلاة!!(2).
وفي لفظ الإمام أحمد، قال: فقام رجل فقال: يا مروان خالفت السنّة! أخرجت المنبر يوم عيد ولم يك يُخرج به في يوم عيد، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة ولم يكن يُبدأ بها! قال: فقال أبو سعيد الخدري: من هذا؟ قالوا: فلان ابن فلان.
قال: فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (من رأى منكم منكراً فإن استطاع أن يغيّره بيده فليفعل". وقال مرة: "فليغيّره بيده فإن لم يستطع بيده فبلسانه فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)(3).
هذه الرواية وأمثالها مما أخرجه كبار المحدثين -ويكفي اتفاق الشيخين عليها- تشير إلى اُمور منها: إن مروان بن الحكم قد تعمد تغيير السنّة النبوية الشريفة في صلاة العيدين ومخالفة النبي (صلى الله عليه وآله) ومن جاء بعده بالصلاة قبل الخطبة، فجعل الخطبة قبل الصلاة، ولم يكن ذلك عن سهو أو خطأ منه -كما يدل لفظ الرواية- حيث إنه أصرّ على فعله بعد تنبيه أبي سعيد الخدري له، وقوله: قد ذهب ما تعلم، يدل على إصراره على تغيير السنّة النبوية، وكأن هذه السنّة قد صارت عفا عليه الزمن وينبغي تغييره.
كما وأن تبرير مروان عمله ذلك بأن الناس لم يكونوا يجلسون لسماع الخطبة بعد الصلاة، فإن هذا لهو أكبر دليل على أن أهل المدينة -وفيهم بقية الصحابة وخيار التابعين- لم يكونوا يعتقدون بصلاح مروان وعدالته ونصحه للاُمة حتى يستمعوا إليه.
كما وأن شهادة أبي سعيد الخدري للرجل الذي عارض مروان في إخراج المنبر بأنه قد أدى الذي عليه بالنهي عن المنكر، واستشهاده بقول النبي (صلى الله عليه وآله) لأكبر دليل على اعتقاد هذا الصحابي بأن مروان بن الحكم ممن يأتون المنكر الذي أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بتغييره.
ولم يكن أبو سعيد الخدري الصحابي الوحيد الذي يعتقد بعدم صلاح مروان بن الحكم، بل كان ذلك رأي جلّ الصحابة، ويدل على ذلك ما أخرجه الامام أحمد أيضاً، عن داود بن أبي صالح قال:
أقبل مروان يوماً فوجد رجلا واضعاً وجهه على القبر; فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه، فإذا هو أبو أيوب; فقال: نعم، جئت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم آتِ
الحجر! سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله)(4).
فها هو الصحابي الكبير أبو أيوب الأنصاري يعرّض بمروان بن الحكم ويتّهمه بأنه ليس من أهل الدين.
وأما كتب التراجم، فهي طافحة بذكر نتف من أخباره بما لا يُسرّ ابن العربي وأضرابه، فقد قال ابن عبد البر في ترجمته: ولد على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) سنة اثنتين من الهجرة... ولم يره لأنه خرج الى الطائف طفلا لا يعقل، وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان قد نفى أباه الحكم إليها، فلم يزل بها حتى ولي عثمان، وتوفي أبوه فاستكتبه عثمان، وكتب له، فاستولى عليه، الى أن قُتل عثمان، ونظر إليه عليٌّ يوماً، فقال له: ويلك، وويل اُمة محمد منك ومن بنيك إذا ساءت درعك.
وكان مروان يقال له (خيط باطل)، وضُرب به يوم الدار على قفاه، فجرى لقبه، فلما بويع له بالامارة، قال فيه أخوه عبدالرحمان بن الحكم - وكان ماجناً شاعراً محسناً- وكان لا يرى رأي مروان:
  
لحا الله قوماً أمَّروا خيط باطل    على الناس يعطي ما يشاء ويمنع(5)
  
وقال ابن عبدالبر في شرحه لمعنى قول عبدالرحمان بن حسان بن ثابت في عبدالرحمان بن الحكم يهجوه: إن الّلعين أبوك فارم عظامه    إن تَرمِ ترمِ مخلّجاً مجنونا
  
يمسي خميص البطن من عمل التقى    ويظل من عمل الخبيث بطينا
   
فأما قول عبد الرحمان بن حسان إن اللعين أبوك; فروي عن عائشة من طرق ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره أنها قالت لمروان، إذ قال في أخيها عبدالرحمان ما قال: أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن أباك وأنت في صلبه(6)..
  
وقال ابن الأثير: وتزوج مروان أُم خالد بن يزيد ليضع من خالد.
وقال يوماً لخالد: يابن الرطبة الاست. فقال له خالد: أنت مؤتمن خائن. وشكى خالد ذلك يوماً إلى أُمه، فقالت: لا تُعلمه أنك ذكرته لي. فلما دخل إليها مروان، قامت إليه مع جواريها فغمّته حتى مات... وهو معدود فيمن قتله النساء.
كما روى عن جبير بن مطعم، قال: كنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) فمرّ الحكم بن أبي العاص، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (ويلٌ لاُمتي مما في صلب هذا)(7).
_____________________________
1- العواصم من القواصم: 101.
2- صحيح البخاري 2: 22 باب الخروج الى المصلى بغير منبر، صحيح مسلم 2: 605 كتاب صلاة العيدين.
3- مسند أحمد 3: 10.
4- مسند أحمد 5: 422، المستدرك 4: 512، مجمع الزوائد 4: 2، وفاء الوفا 4: 1359، شفاء الاسقام: 126، المنتقى لابن تيمية 2: 161.
5- الاستيعاب 3: 444.
6- الاستيعاب 1: 415، أُسد الغابة ترجمة مروان بن الحكم. وفي مستدرك الحاكم 4: 481 عن محمد بن زياد قال: لما بايع معاوية لابنه يزيد قال مروان: سنة أبي بكر وعمر، فقال عبدالرحمان بن أبي بكر، سنة هرقل وقيصر، فقال: أنزل الله فيك (والذي قال لوالديه أُف لكما)، قال: فبلغ عائشة(رض) فقالت: كذب والله، ما هو به، ولكن رسول الله(ص) لعن أبا مروان ومروان في صلبه، فمروان فضض من لعنة الله عزّوجل. وانظر السنن الكبرى للنسائي 6: 485 ح 18491 صحيح البخاري 6: 167 تفسير سورة الاحقاف، ارشاد الساري 11: 69، الكشاف للزمخشري 4: 304، الفائق في غريب الحديث 4: 102، التفسير الكبير للرازي 28: 523 الجامع لاحكام القرآن للقرطبي 16: 131 تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4: 159، الدر المنثور 6: 41، فتح القدير 5: 21 تفسير الآلوسي 26: 20، الاجابة للزركشي: 129، اسد الغابة 2: 38 رقم 1217 السيرة الحلبية 1: 337، سيرة دحلان 1: 117 هامش الحلبية، حياة الحيوان للدميري 2: 399.
7- اُسد الغابة 1: 514.
  
  
  
الصحوة (رحلتي الي الثقلين) صباح علي البياتي

تماس با هنر اسلامی

نشانی

نشانی دفتر مرکزی
ایران ؛ قم؛ بلوار جمهوری اسلامی، نبش کوچه ۶ ، مجمع جهانی اهل بیت علیهم السلام، طبقه دوم، خبرگزاری ابنا
تلفن دفتر مرکزی : +98 25 32131323
فاکس دفتر مرکزی : +98 25 32131258

شبکه‌های اجتماعی

تماس

تمامی حقوق متعلق به موسسه فرهنگی ابنا الرسول (ص) تهران می‌باشد