در حال بارگذاری؛ صبور باشید
منبع :
سه‌شنبه

۲ فروردین ۱۳۹۰

۱۹:۳۰:۰۰
41154

مروان وطلحة

         لم يقتصر مروان بن الحكم على مخالفة السنّة النبوية الشريفة فحسب، بل تعداه الى قتل الصحابة أيضاً، إلاّ أن من المستغرب أن يحاول بعض المؤلفين تب


  
  
  
لم يقتصر مروان بن الحكم على مخالفة السنّة النبوية الشريفة فحسب، بل تعداه الى قتل الصحابة أيضاً، إلاّ أن من المستغرب أن يحاول بعض المؤلفين تبرأة مروان من هذا الفعل، فقد قال القاضي ابن العربي، في معرض حديثه عن أحداث معركة الجمل: وقد روي أن مروان لما وقعت عينه في الاصطفاف على طلحة قال: لا أطلب أثراً بعد عين، ورماه بسهم فقتله. ومن يعلم هذا إلاّ علاّم الغيوب، ولم ينقله ثبت! وقد روي أنه أصابه سهم بأمر مروان، لا أنه رماه(1).
ويمكننا ملاحظة بعض الاُمور على مقولة ابن العربي، وهي ادعاؤه أولا أن هذا الخبر لم ينقله ثبت، وثانياً: محاولته تبرير عمل مروان بأنه لم يباشر قتل طلحة بنفسه، بل أمر من يرميه بسهم قاتل. ولا أدري ما الفرق بين أن يباشر المرء القتل بنفسه وبين أن يوكله الى من ينفذه نيابة عنه!
أما محب الدين الخطيب، فيعلق على الخبر بقوله: آفة الآخبار رواتها، وفي العلوم الاسلامية علاج آفة الكذب الخبيثة، فإن كل راوي خبر يطالبه الاسلام بأن يعين مصدره على قاعدة من أين لك هذا؟
ولا تعرف اُمة مثل هذه الدقة في المطالبة بمصادر الأخبار كما عرفه المسلمون، ولا سيّما أهل السنّة منهم، وهذا الخبر من طلحة ومروان لقيط، لا يُعرف أبوه ولا صاحبه، وما دام لم ينقله ثبت بسند معروف عن رجال ثقات، فإن للقاضي ابن العربي أن يقول بملء فيه: ومن يعلم هذا إلاّ علام الغيوب(2).
إن من أشد الاُمور أسفاً وإيلاماً، هي أن يدّعي مؤلف أنه يدافع عن الاسلام ثم يسيء الى الاسلام إساءة عظيمة بمخادعة المسلمين واستغفالهم، لأن هذه الادعاءات إن كان مصدرها جهل الخطيب بالموضوع -ولا أظن ذلك- فليس له أن يخالف شرطه ويتصدى للكتابة قبل استكمال عدته، وأما إن كان عالماً بالموضوع -وهذا هو ظني- فهذا أكبر عيب عليه، لأن عمله هذا ليس إلاّ خداعاً مفضوحاً للمسلمين، فإن الادعاء بأن خبر قتل مروان لطلحة لم ينقله ثبت، لا أساس له من الصحة! فإن الخبر قد نقله الاثبات، وأخرجه المحدثون في كتبهم بروايات لا مغمز فيها، فقد أخرج الحاكم النيسابوري قال:
1 - أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا عباد بن الوليد العنزي، ثنا صبان، ثنا شريك بن الحباب، حدثني عقبة بن صعصعة بن الأحنف، عن عكراش، قال: كنا نقاتل علياً مع طلحة ومعنا مروان، قال: فانهزمنا، قال فقال مروان: لا أدرك بثأري بعد اليوم من طلحة. قال: فرماه بسهم فقتله.
2 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أشهل بن حاتم، عن ابن عون، قال: قال نافع: طلحة بن عبيدالله قتله مروان ابن الحكم.
3 - حدثنا علي بن حماد العدل، ثنا محمد بن غالب، ثنا يحيى بن سليمان الجعفي، ثنا وكيع، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة بن عبيدالله يومئذ، فوقع في ركبته، فما زال يسبح الى أن مات.
4 - حدثني محمد بن ظفر الحافظ، وأنا سألته، حدثني الحسين بن عياش القطان، ثنا الحسين، ثنا يحيى بن عياش القطان، ثنا الحسين بن يحيى المروزي، ثنا غالب بن جليس الكلبي أبو الهيثم، ثنا جويرية بن أسماء عن يحيى بن سعيد، ثنا عمي قال: لما كان يوم الجمل، نادى علي في الناس: لا ترموا أحداً بسهم، ولا تطعنوا برمح، ولا تضربوا بسيف، ولا تطلبوا القوم، فإنّ هذا مقام من أفلح فيه أفلح يوم القيامة. قال: فتوافقنا، ثم إن القوم قالوا بأجمع:يا ثارات عثمان، قال: وابن الحنفية أمامنا بربوة معه اللواء، قال: فناداه علي، قال: فأقبل علينا يعرض وجهه فقال: يا أمير المؤمنين، يقولون يا ثارات عثمان، فمد علي يديه وقال: اللهم أكب قتلة عثمان اليوم بوجوههم. ثم إن الزبير قال للأساورة، كانوا معه، قال: ارموهم برشق، وكأنه أراد أن ينشب القتال، فلما نظر أصحابه الى الانتشاب لم ينتظروا، فحملوا فهزمهم الله، ورمى مروان بن الحكم طلحة بن عبيدالله بسهم فشك ساقه بجنب فرسه، فقبض به الفرس حتى لحقه فذبحه فالتفت مروان الى أبان بن عثمان وهو معه فقال: لقد كفيتك أحد قتلة أبيك(3).
فهذه أربع روايات مسندة سكت الذهبي عن ثلاث منها واعترف بصحة واحدة، وكما أخرج عدد من الحفاظ روايات اُخرى مسندة تعترف بقتل مروان لطلحة، فقد روى عمر بن شبة، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، قال: قال لي عبدالملك بن مروان: أشهدت الدار؟ قلت: نعم، فليسل أمير المؤمنين عما أحب. قال: أين كان علي؟ قلت: في داره. قال: فأين كان الزبير؟ قلت: عند أحجار الزيت. قال: فأين طلحة؟ قلت: نظرت فإذا مثل الحرة السوداء، فقلت ما هذا؟ قالوا: طلحة واقف، فإن حال حائل دون عثمان قاتله. فقال: لولا أن أبي أخبرني يوم مرج راهط أنه قتل طلحة، ما تركت على وجه الأرض من بني تيم أحداً إلاّ قتلته(4).
فها هو ابن مروان يخبر بأن أباه قد اعترف بقتل طلحة يوم الجمل، والاعتراف سيد الأدلة كما يقال(5).
وقال ابن حجر: روى ابن عساكر من طرق متعددة أن مروان بن الحكم هو الذي رماه فقتله. منها: وأخرجه ابو القاسم البغوي بسند صحيح عن الجارود بن أبي سبرة، قال: لما كان يوم الجمل، نظر مروان الى طلحة فقال: لا أطلب ثاري بعد اليوم، فنزع له بسهم فقتله(6).
وقال محدث الدين الطبري: المشهور أن مروان بن الحكم هو الذي قتله، رماه بسهم وقال: لا أطلب ثأري بعد اليوم، وذلك أن طلحة زعموا أنه كان ممن حاصر عثمان واشتد عليه(7).
وقال ابن عبدالبر: لا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ، وكان في حزبه(8).
وقال ابن حجر العسقلاني: وعاب الاسماعيلي على البخاري تخريج حديثه، وعدّ من موبقاته أنه رمى طلحة، أحد العشرة المبشرة يوم الجمل وهما جميعاً مع عائشة فقُتل، ثم وثب على الخلافة بالسيف(9).
_______________________________
1- العواصم من القواصم: 160.
2- العواصم من القواصم: 160.
3- المستدرك على الصحيحين 3: 370، وسكت الذهبي عن الروايات الاولى والثانية والرابعة، وقال عن الثالثة: صحيح.
4- تاريخ المدينة 2: 1170.
5- الرياض النضرة 4: 230.
6- الاستيعاب رقم 1280.
7- تهذيب التهذيب 10: 82.
  
  
  
الصحوة (رحلتي الي الثقلين) صباح علي البياتي

تماس با هنر اسلامی

نشانی

نشانی دفتر مرکزی
ایران ؛ قم؛ بلوار جمهوری اسلامی، نبش کوچه ۶ ، مجمع جهانی اهل بیت علیهم السلام، طبقه دوم، خبرگزاری ابنا
تلفن دفتر مرکزی : +98 25 32131323
فاکس دفتر مرکزی : +98 25 32131258

شبکه‌های اجتماعی

تماس

تمامی حقوق متعلق به موسسه فرهنگی ابنا الرسول (ص) تهران می‌باشد