در حال بارگذاری؛ صبور باشید
منبع :
چهارشنبه

۳ فروردین ۱۳۹۰

۱۹:۳۰:۰۰
41202

تهديدات عمر للأنصار

         وقد تهدد عمر الأنصار بالقتل في يوم السقيفة، وحين عبر الأنصار عن مخاوفهم من المهاجرين، وطالبوا بضمانات، ولو بأن يكون منهم أمير، ومن المهاجري



  
  
  
وقد تهدد عمر الأنصار بالقتل في يوم السقيفة، وحين عبر الأنصار عن مخاوفهم من المهاجرين، وطالبوا بضمانات، ولو بأن يكون منهم أمير، ومن المهاجرين أمير بادر إلى الإستنصار بالعرب، وقال:
(لن ترضى العرب إلا به، ولن تعرف العرب الإمارة إلا له، ولن يصلح إلا عليه).
ثم أطلق قراره الحاسم والجازم الذي أكده بالقسم، فقال: (والله لا يخالفنا أحد إلا قتلناه).
فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى كادت الحرب تقع، وأوعد بعضهم بعضاً، وبايع أبا بكر عمر وأبو عبيدة، وبشير بن سعد، وأسيد بن حضير.. ولعل عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي، اللذين جاءا بأبي بكر وعمر إلى السقيفة قد بايعاه أيضاً.
ولم يُسَمَّ أحد لنا غير هؤلاء، سوى خالد بن الوليد، وسالم مولى أبي حذيفة، مع الشك في حضورهما في السقيفة، فلعلهما لحقا بعض ما جرى، أو بايعاه في الطريق.
وإذا كان الإختلاف قد نما حتى كادت الحرب أن تقع، وقد توعد بعضهم بعضاً، ومع إطلاق هذا التهديد والوعيد القوي والحاسم من عمر كيف يقال: إن البيعة لأبي بكر كانت عن رضى، وإجماع؟!!
ويبدو أن أبا بكر وحزبه الذين ذكرنا أسماءهم، تركوا الأنصار في سقيفتهم يختلفون فيما بينهم، ويتلاومون، ويتجادلون، ويتهم بعضهم بعضاً، وخرجوا إلى المسجد، ليفاجئوا علياً (عليه السلام) بالأمر الواقع، وليتدبروا الأمر قبل أن يصل الخبر إلى مسامع علي (عليه السلام) وبني هاشم، فيقع ما لم يكن بالحسبان..
علي (عليه السلام) يحارب بالشائعة:
وحين بدأت التجاذبات في السقيفة، وبدأت كفة أبي بكر بالرجحان على سعد بن عبادة قال بعض الأنصار: (إن فيكم لرجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد)، يعني علياً (عليه السلام)(1).
فدلت هذه الكلمة على أن ثمة من قال لهم: إن علياً (عليه السلام) قد عزف عن هذا الأمر، ولم يعد يطلبه.. ولكن سذاجة الأنصار، ومفاجأة المهاجرين لهم بهذه الأمور، وتلاحق الأحداث لم يبق فرصة جعل الأنصار في مأزق أعجلهم عن التأمل والتفكير في صحة هذه الدعاوى. مع أنها كانت بديهية البطلان، فإن في أعناقهم بيعة لعلي (عليه السلام)، أخذها له
رسول الله (صلى الله عليه وآله) منهم يوم الغدير. ولو كان علي قد صرف النظر بالفعل، إن كان يحق له ذلك، فعليه أن يعلنه على الملأ. وأن يقيل الناس من بيعتهم بصورة علنية.
كما أن ثبوت البيعة لعلي (عليه السلام) في أعناقهم تغنيه عن طلب هذا الأمر، وذلك واضح..
وربما قيل ذلك لتبرير نقضهم لبيعة الغدير، لأنه إذا كان صاحب الحق قد تخلى عن حقه، فلا بأس بطلب هذا الأمر، حفظاً لنظام الأمة، وسعياً في إبعاد الإختلاف عنها. والأنصار لم يكونوا في أكثرهم أهل حنكة سياسية ودهاء..
ولكن هذه الشائعات لم تفلح في اقتلاع علي (عليه السلام) من نفوس الناس، بل بقوا يرون فيه المنقذ، والأمل الذي تسكن إليه النفوس..
ولذلك نلاحظ: أنه بعد نجاح أبي بكر في إزاحة سعد بن عبادة، وضاعت الفرصة من يد الأنصار هتف فريق منهم: لا نبايع إلا علياً(1).
وتدلنا هذه الكلمة على أنه حتى الذين بادروا إلى الإستئثار بالأمر كانوا يثقون بأن إساءتهم لعلي (عليه السلام)، ولو بهذا المستوى من الشناعة والبشاعة لا تدفعه إلى التخلي عن واجبه الديني والأخلاقي تجاههم، ولا تدعوه إلى معاملتهم بما يستحقونه من مقت، وطرد وإبعاد، بل هو الإنسان العدل الحكيم، والصفوح الحليم، الذي لا يفرط بالحق، ولا يحيد عنه قيد شعرة.
____________________________________
1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص20 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص123 والموفقيات للزبير بن بكار ص579.
1- راجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص443 وبحار الأنوار ج28 ص311 و 338 والغدير ج7 ص78 والكامل في التاريخ ج2 ص325 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص22 والإكمال في أسماء الرجال ص82.
   
   
   
مركز الابحاث العقائدية

تماس با هنر اسلامی

نشانی

نشانی دفتر مرکزی
ایران ؛ قم؛ بلوار جمهوری اسلامی، نبش کوچه ۶ ، مجمع جهانی اهل بیت علیهم السلام، طبقه دوم، خبرگزاری ابنا
تلفن دفتر مرکزی : +98 25 32131323
فاکس دفتر مرکزی : +98 25 32131258

شبکه‌های اجتماعی

تماس

تمامی حقوق متعلق به موسسه فرهنگی ابنا الرسول (ص) تهران می‌باشد