در حال بارگذاری؛ صبور باشید
منبع :
دوشنبه

۸ فروردین ۱۳۹۰

۱۹:۳۰:۰۰
41448

توجيه ابن حجر قول أبي بكر ( أقيلوني أقيلوني ) و الجواب عن توجيهه

         قال : الرابعة عشرة زعموا انه لو كان اهلا للخلافة لما قال لهم ( اقيلوني اقيلوني ) لأن الانسان لا يستقيل من الشئ إلا إذا لم يكن اهلا له وجوابها من


  
  
  
قال : الرابعة عشرة زعموا انه لو كان اهلا للخلافة لما قال لهم ( اقيلوني اقيلوني ) لأن الانسان لا يستقيل من الشئ إلا إذا لم يكن اهلا له وجوابها منع الحصر فيما عللوا به فهو من مفترياتهم وكم وقع للسلف والخلف التورع عن امورهم لها اهل وزيادة بل لا تكمل حقيقة الورع والزهد إلا بالاعراض عما تأهل له المعرض وأما مع عدم التأهل فالاعراض واجب لا زهد ثم سببه هنا انه اما خشى من وقوع عجز مامنه عن استيفاء الامور على وجهها الذي يليق بكماله له أو انه قصد بذلك استبانة ما عندهم وانه هل فيهم من يود عزله فابرز ذلك كذلك فرآهم جميعهم لا يودون ذلك أو انه خشى من لعنته صلى الله عليه وسلم لامام قوم وهم له كارهون فاستعلم انه هل فيهم احد يكرهه أو لا والحاصل ان زعمهم ان ذلك يدل على عدم الاهلية غاية في الجهالة والغباوة والحمق فلا ترفع بذلك راسا انتهى .
   
اقول : الرواية المشهورة انها قال أبو بكر عند امتناع علي عليه السلام عن بيعته وادعاء الخلافة لنفسه محتجا عليه بما احتج هو به على الانصار وغيرهم ( اقيلوني اقيلوني فانى لست بخيركم وعلى فيكم ) ولا ريب ان شيئا من الوجوه التي تكلف ابداءها في تأويل هذه الاقالة مما لا يتمشى ولا يصلح جوابا بعد ان يكون وجه اقالته ما ذكرناه وعبارته ما نقلناه وان ارتكب متكلف ارجاع بعض وجوهه الى ما ذكره الشارح الجديد للتجريد من انه قصد بما ذكره التواضع وهضم النفس فيتوجه عليه اولا ما ذكرناه عند الكلام على رواية ذكرها في اواخر الفصل الاول من الباب الاول وثانيا ان هضم النفس في أمر الدين غير موجه كيف ولا يبقى حينئذ وثوق بكلامه لعدم العلم بقصده بل نقول لا يعقل ممن اعطاه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله الامامة والخلافة في امور المسلمين بحسب الدين والدنيا ان يقول لهم دعوا قبولي للامامة لانى لست بخيركم وغيري خير منى موجود فيكم لأن ذلك يصير كذبا على الله ورسوله وثالثا ان القول المذكور إنما وقع منه عند انكار على عليه السلام لامامته وتعريض الناس عليه بعدم لياقته بذلك مع وجود على عليه السلام كما مر فلو كان غرضه هضم النفس لما خص الخيرية بعلي عليه السلام بل قال اقيلوني فان كل واحد منكم خير منى كما قال عمر ( كل الناس افقه من عمر حتى المخدرات في البيوت ) مع ان هذا ايضا في الحقيقة اعتراف بالواقع فافهم .
   
قال : الشبهة الخامسة عشرة زعموا ايضا ان عليا إنما سكت عن النزاع في أمر الخلافة لأن النبي صلى الله عليه وسلم اوصاه ان لا يوقع بعده فتنة ولا يسل سيفا وجوابها ان هذا افتراء وكذب وحمق و جهالة مع عظيم الغباوة عما يترتب عليه إذ كيف يعقل مع هذا الذي زعموه انه جعله اماما واليا على الامة بعده ومنعه من سل السيف على من امتنع من قبول الحق ولو كان ما زعموه صحيحا لما سل على السيف في حرب صفين وغيرها ولما قاتل بنفسه واهل بيته وشيعته وجالد وبارز الالوف منهم وحده اعاذ الله من مخالفة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا فكيف يتعقلون انه صلى الله عليه وسلم يوصيه بعدم سل السيف على من يزعمون فيهم انهم يجاهرون باقبح انواع الكفر مع ما اوجبه الله من جهاد مثلهم .
  
قال بعض ائمة أهل البيت النبوى والعترة الطاهرة وقد تأملت كلماتهم فرايت قوما اعمى الهوى بصائرهم فلم يبالوا بما ترتب على مقالاتهم من المفاسد الا ترى الى قولهم ( ان عمر قاد عليا بحمائل سيفه ، وحصر فاطمة فهابت فاسقطت ولدا اسمه المحسن ) فقصدوا بهذه الفرية القبيحة ، والغباوة التي اورثتهم العار والبوار والفضيحة ، ايغار الصدور على عمر رضى الله عنه ولم يبالوا بما يترتب على ذلك من نسبة علي رضى الله عنه الى الذل والعجز والخور بل ونسبة جميع بني هاشم وهم أهل النخوة والنجدة والانفة الى ذلك العار اللاحق بهم الذي لا اقبح منه عليهم انتهى .
  
اقول : الاحمق الجاهل الغبى هو معدن التحجر والجمود ، أبو جلمود اخو سمهود ، ابن حجر الذي يحرف الكلم كملاعين اليهود ، ويفترى على خصمه بما هو برئ منه عند اعدل الشهود ، ثم يعترض عليه استجلابا لقلوب عوام مذهبه المردود ، فان الذى نقله الشيعة هو وصية النبي صلى الله عليه وآله الى علي عليه السلام بان لا يسل سيفا على الثلاثة لا مطلقا كما موه به وقد بينا وجه الحكمة في ذلك سابقا بالفرق الظاهر بين زمان الثلاثة وبين زمان الناكثين والقاسطين والمارقين .
  
واما ما ذكره من ( انه كيف يعقل مع جعله اماما منعه من سل السيف على من امتنع من قبول الحق ) وما كرره به بعيد ذلك بقوله ( وايضا فكيف يتعقلون انه (ص) يوصيه بعدم سل السيف ، . الى آخره ) فمعارض بارسال الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام الى فرعون الطاغي عليه اللعنة ووصية لهما بان ( قولا له قولا لينا ) وبعدم سل النبي صلى الله عليه وآله السيف على كفار قريش مع وجود عميه الناصرين له ابى طالب وحمزة وسائر بني هاشم وتحصنه معهم بشعب أبي طالب مدة طويلة ثم فراره بعد وفاة أبي طالب الى الغار ومنه الى المدينة وبعدم محاربته لمن صده من قريش في الحديبية عند توجهه الى الحج بل صالح معهم بكتابة عهد معهم قد تضمن شرائط منها ان من لحق محمدا صلى الله عليه وآله واصحابه من قريش فإن محمدا يرده إليهم ومن رجع من اصحاب محمد الى قريش بمكة فإن قريشا لا ترده الى محمد ولما كتبوا في كتابة العهد بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله قالوا انا لا نعرف الا له الرحمن الرحيم ولم نقر برسالتك فالزموه ان يمحو ذلك ويكتب بدله باسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، . الى آخره ثم رجع صلى الله عليه وآله الى المدينة بلا حج حتى اعترض عمر على النبي صلى الله عليه وآله بانك لم تعطى هذه الدنية ؟ مع انه (ص) كان اشجع الناس اتفاقا وكان معه علي عليه السلام وأبو بكر الذي كان اشجع الخلق بعد النبي صلى الله عليه وآله في زعم هذا الجامد واصحابه الجوامد وعمر الذي ايد الله به الدين ، على زعم المفترين ، فما هو جوابه عن هذا فهو جوابنا عن ذلك بطريق اولى للفرق الظاهر بين الكف عن قتال المتظاهرين بالاسلام والكف عن قتال المشركين والمصالحة معهم بما سماه عمر دنية وايضا يمكن المعارضة بما ذكره هذا الجامد في اثناء الخاتمة المتضمنة لبيان اعتقاد اهل السنة في الصحابة من ان امتناع علي عليه السلام عن تسليم قتلة عثمان الى معاوية ومن معه من بني امية ان ظن ان تسليمهم إليهم على الفور مع كثرة عشائرهم واختلاطهم بعسكر على يؤدي الى الاضطراب وتزلزل امر الخلافة التي بها انتظام كلمة أهل الاسلام سيما وفى بدايتها لم يستحكم الامر فيها فرأى علي رضى الله عنه ان تأخير تسليمهم اصوب الى ان ترتسخ قدمه في الخلافة ويتحقق التمكن من الامور فيها على وجهها ويتم له انتظام شملها واتفاق كلمة المسلمين ثم بعد يلتقطهم واحدا فواحدا ويسلمهم إليه بل يتاتى المعارضة بما فوق ما ذكرناه فإن الله تعالى قد امهل فرعون الطاغى الكافر اعواما واحقابا خائضا في كفره وطغيانه فافهم .
  
وقد ذكرنا سابقا ما اعتذر أمير المؤمنين عليه السلام عن ذلك بان له في صبره على طغيان قومه وكفه عن قتالهم اسوة بسبعة من الانبياء عليهم السلام فتذكر .
  
وأما ما نسبه الى بعض ائمة أهل البيت ، فهو من مفتريات نفسه الميتة .
  
وأما ما ذكره من من ( انهم قالوا ان عمر قاد عليا بحمائل سيفه ) فهو مما رواه حشوية أهل السنة واشار إليه معاوية فيما كتبه الى علي عليه السلام ويقول فيه ( انك كنت تقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى تبايع ) يعيره ويؤنبه انه لم يبايع طوعا ولا رضى ببيعة أبي بكر بل استكره عليها خاضعا ذليلا كالجمل إذا لم يعبر على قنطرة وشبهها فانه يكره ويخش بالرماح وغيرها ليعبر كرها فكتب إليه علي عليه السلام في الجواب عن هذا ما هذا لفظه كما في نهج البلاغة ( قلت انى كنت اقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى ابايع ولعمر الله لقد اردت ان تذم فمدحت وان تفضح فافتضحت وما على المسلم من غضاضة في ان يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه أو مرتابا بيقينه وهذه حجتى الى غيرك قصدها ولكني اطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها ) انتهى.
  
وأما ما ذكره ( من حصر عمر لفاطمة عليها السلام ) فهو مما نقله محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الاشعري في كتاب الملل والنحل عن النظام المعتزلي المشارك مع جمهور أهل السنة في تصحيح خلافة أبي بكر فلعل الشيعة احتجوا بذلك الزاما على اهل العناد والانكار ، فاندفع العار والبوار عن الائمة الاطهار ، وإنما العار والشنار على من فر في مبارزة آحاد الكفار ، وولى الدبر في خيبر وأحد وحنين بلا مبالاة عن لحوق العار ، وخوف عن دخول النار .
   
  
  
المصدر: الكتاب : الصوارم المهرقة في الجواب الصواعق المحرقة.

تماس با هنر اسلامی

نشانی

نشانی دفتر مرکزی
ایران ؛ قم؛ بلوار جمهوری اسلامی، نبش کوچه ۶ ، مجمع جهانی اهل بیت علیهم السلام، طبقه دوم، خبرگزاری ابنا
تلفن دفتر مرکزی : +98 25 32131323
فاکس دفتر مرکزی : +98 25 32131258

شبکه‌های اجتماعی

تماس

تمامی حقوق متعلق به موسسه فرهنگی ابنا الرسول (ص) تهران می‌باشد