در حال بارگذاری؛ صبور باشید
منبع :
جمعه

۱۹ فروردین ۱۳۹۰

۱۹:۳۰:۰۰
42123

المأمون العباسي والامام محمد بن علي الجواد (ع)

         عاصر الإمام محمد بن علي الجواد (ع) ، خليفتين عباسيين . والخليفة الذي عاش الإمام في عهده ظروفاً هادئةً ، هو المأمون العباسي . ومعروف أن المأمون


  
  
  
عاصر الإمام محمد بن علي الجواد (ع) ، خليفتين عباسيين . والخليفة الذي عاش الإمام في عهده ظروفاً هادئةً ، هو المأمون العباسي .
ومعروف أن المأمون قام بالتقرب إلى العلويين وإلى سيدهم الإمام علي بن موسى الرضا (ع) ، بسبب الضغط الجماهيري الذي تعرض له النظام العباسي حيث تميز عهده بسلسلة مـن الثـورات والإنتفاضات في كافة أرجاء الدولة الإسلامية .
ويقـول بعض المؤرخـين : أن المأمون العباسي كان شيعياً ، وكان يذهب إلى أحقية أولاد الإمام علـي (ع) بالخلافـة ، وإلى إمامـة الإمام علي (ع) ، ولكنتا لا نرى ذلك في المأمون العباسي لأن ذلك شرف لا يستحقه خليفة غاصب .
يبقى أن نعرف أنه بعد استشهاد الإمام الرضا (ع) على يد المأمون ، أصبح محمد بن علي الجواد (ع) الإمام الشرعي للرساليين ، ومعروف أن الإمام الجواد (ع) صاهر المأمون العباسي .
   
لماذا صاهر الإمام الخليفة ؟
ونتساءل لماذا أقدم الإمام الجـواد (ع) على الزواج من بنت المأمون العباسي ؟
ولكي نعرف الإجابة عن مثل هذا السؤال لابدّ أن نلقي نظرة على الحركة الرسالية التي كان الأئمة (ع) يقودونها ويوسعونها ، في عصر الإمام الرضا ونجله الإمام الجواد (ع) .
في عهد المأمون تحوَّلت الحركة الرسالية إلى حركة تستطيع أن تتداخل مع النظام وتستفيد من مظلته أو حتى تكوّن ما يسمى اليوم بحكومة ائتلافية ، مع أي دولة من الدول ، والأئمة (ع) كانوا يقبلون بالحماية من قبل الدولة بدون أن يفقدوا رسالتهم .
والأئمة المعصومون (ع) لم يحلوا حركتهم ، أي أنهم لم يقبلوا بالخلافة ولم يشتركوا فيها ، والدليل على ذلك موقف الإمام الرضا من ولاية العهد حيث قبلها بشرط عدم التدخل في شؤون النظام .
أما الإمام الجواد (ع) فحينما خطب أبنة المأمون وتزوجها ، أصبح صهر الخليفة واستفاد من ذلك لأجل رسالته فماذا يعني أن يصبح شخص صهراً للخليفة ؟
إن من يدخل البلاط يمكن أن يصير والياً على منطقة ، أو حاكماً على بلد ، أو قاضي القضاة لا أقل ، ولكن الإمام الجواد لم يفعل شيئا من ذلك ، بل أخذ بيد زوجته وذهب إلى المدينة وبقي هناك حتى مات المأمون العباسي .
فماذا كسب الإمام (ع) من هذه المصاهرة ؟
كسب الإمام الجواد (ع) بهذا العمل أمرين :
  
أولاً :
منع المأمون من أن يقوم بعملية اغتياله ، وذلك بقبوله الزواج من ابنته .
  
ثانياً :
جعل مخالب السلطة وانيابها في قفص الحركة الرسالية ، وذلك أن المأمون ما كان ليجرؤ بعد ذلك على أن يقوم بالفتك برجالات الحركة ومجموعاتها .
ولقد كان هذا الأسلوب متبعاً في كثير من عصور الأئمة (ع) ، وخير شاهد على ذلك قصة علي بن يقطين بن موسى البغدادي الذي كان بمثابة مستشار للخليفة المهدي العباسي ، ثم صار في رتبة الوزير لهارون الرشيد ، وعندما حصل على هذا المنصب وكان اتجاهه رسالياً ، جاء إلى الإمام الصادق

(ع) وقال : (يا ابن رسول اللـه أنا صرت عوناً لهذا الطاغية ) وأراد أن يستقيـل ، ومعروف أن الذي يحصل على هذا المركز ذلك اليوم يسيطر على مرافق أكبر دولة في العالم .
فطلب منه الإمام أن يظل في عمله ، ويستمر في أداء مهامه الرسالية ويبقى في بلاط هارون ، وعاود الطلب من الإمام بأن يأذن له بترك السلطة إلاّ أن الإمام لم يأذن له ، ولقد كانت أعماله كبيرة بالنسبة للحركة، حتى أن الإمام أبا الحسن (ع) قال فيه عندما دخل عليه داود الرقي، في يوم النحر : (ما عرض في قلبي أحد وأنا على الموقف إلاّ علي بن يقطيــــن ، فإنه ما زال معي وما فارقني حتى أفضت) (2).
    
عصر المعتصم العباسي
والإمام الجواد (ع) عاصر خليفة من الخلفاء الذين أثَّروا تأثيراً مباشراً على زوال الدولة العباسية ، وهو المعتصم العباسي .
المعتصم العباسي كان ابن أمة تركية ، فمال إلى أخواله فكان يحب جمع الأتراك وشراءهم من أيدي مواليهم ، فاجتمع له منهم أربعة آلاف ، وألبسهم أنواع الديباج والمناطق المذهبة والحلي المذهبة وأبانهم عن سائر الجنود (3) .
ثم وسمهـم رتباً قياديـة في الجيـش حتى أنه ثارت ثائرة العسكريين العرب في الجيش ، فلقد حاول “عجيـــف “ أن يقلب الحكم على المعتصم ليولّي العباس بن المأمون ، ولكن هذه المحاولة أخفقت وقتلـه المعتصم .
والأتراك حينما جاؤوا إلى البلاد الإسلامية أخذوا شيئاً فشيئاً يسيطرون على الحكم ويجردون الخلفاء من سلطتهم الحقيقية ، وأخذوا يحدثون الانقلابات العسكرية ( كما نسميها الآن ) .
حتى وصل بهم الأمر إلى أنه إذا مال عنهم خليفة عباسي ، فإنهم كانوا يقتلونه غيلة ، ثم ينصبون رجلاً آخر من البيت العباسي مكانه ، فابتداءً من المتوكل إلى المستعين إلى المهتدي وانتهاءاً بالمقتدر ، كل هؤلاء قتلوا بواسطة القادة العسكريين الأتراك .
وهكذا كانوا يقومون بالخلع والقتل لأي خليفة لم تتجاوب أهواءه مع أهوائهم ، وليس ذلك لشيء في تركيبة العنصر التركي ، وإنما نتيجة للحالة المتردية التي وصل إليها المجتمع الإسلامي من الانحلال والفساد الخلقي الشامل .
والإمام الجواد (ع) استفاد من هذا الوضع في تغذية الحركات الرسالية التي كانت تضع جنينها للمستقبل ، وفي هذا الوقت كانت الثورة التي قام بها محمد بن القاسم بن علي الطالبي تقلق السلطة ولا تدعها تعيش في هدوء وسكينة .
   
نموذج من الثورة العلوية
لقد كانت ثورة محمد بن القاسم بن علي بن عمر ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع) أبرز ثورة في عهد الإمام الجواد (ع) .
كان محمد بن القاسم جليل القدر إذا ما قرأنا يوميات جهاده . كانت العامة تلقبه بالصوفي ، لأنه كان يدمن لبس الصوف الأبيض الخشن ، وكان من أهل العلم والفقه والدين والزهد .
كان قد ذهب إلى ( مرو ) في مقاطعة خراسان ، وكان معه من الكوفيين بضعة رجال ، وذلك بعد أن رحل من الكوفة ، وكان قبل ذلك قد خرج إلى ناحية الرقة ، ومعه جماعة من وجوه الزيدية ، منهم يحيى بن الحسن بن الفرات ، وعبّاد بن يعقوب الرواجني ، والزيدية كانت تشكل القاعدة للكثير من الثورات .
روى إبراهيم بن عبد العطّار : “ كنا معه ، فتفرقنا في الناس ندعوهم إليه ، فلم نلبث إلاّ يسيراً حتى استجاب له أربعون ألفاً ، وأخذنا عليهم البيعة ، وكنا أنزلناه في رستاق من رساتيق مرو ، وأهله شيعة كلهم ، فأحلوه في قلعة لا يبلغها الطير في جبل حريز “ (4).
ومرة سمع بكاء في ( مرو ) فندب أحد أصحابه ليرى ما هذا البكاء ، فجاءه بخبر أن أحد الذين بايعوه قد كان غصب شيئاً من أحد الرجال ، فأصلح بينهما ، فقال محمد لصاحبه إبراهيم : “ يا إبراهيم : أبمثل هذا ينصر دين اللـه ؟ ثم قال : فرقوا الناس عني حتى أرى رأيي “ .
فانتخب الصالحين من الذين بايعوه ثم سار بهم ، وهذا نموذج من طبيعة الثورات الرساليــــة إذ أنها لـــم
تكن تبيح أية وسيلة في سبيل الوصول إلى الهدف ، بل مثلما يكون الهدف هو إقامة حكم اللـه عزّ وجلّ ، يجب أن تكون الوسيلة أيضاً مرضية من قبل اللـه تعالى .
وهذا كان يربي المجتمع على عشق المثل العليا ، والمبادئ السامية ، وبعدما نقّي اصحابه ، ساروا إلى الطالقان .
ويروي إبراهيم صاحبه: (ورحل محمد بن القاسم من وقته إلى الطالقان ، وبينها وبين مرو أربعين فرسخاً ، فنزلها وتفرقنا ندعو الناس فاجتمع عليه عالم ، وجئنا إليه ، فقلنا له : إن أتممت أمرك ، وخرجت فنابذت القوم ، رجونا أن ينصرك اللـه ، فإذا ظفرت اخترت حينئذ من ترضاه من جندك ، وإن فعلت كما فعلت بمرو - يقصد اختيار الصالحين فقط -، أخذ عبد اللـه بن طاهر يعقبك، وهكذا أراد صاحبه ) ابراهيم ( أن يثنيه عن إبعاد الذين ليسوا بملتزمين جيداً عن جيش الثورة). ولكن محمد بن القاسم أبى ذلك ، ودخل محمد بن القاسم مع عبد اللـه بن طاهر في حروب كثيرة وكان يلحق به شرَّ الهزائم.
ومرة هدأت صولات الحرب بينهما ، فسارع عبد اللـه بن طاهر بإرسال كل جيوشه مقسمة في فرق ضمن خطة ماكرة جداً ، وقال ابن طاهر لقائد جيوشه وهو ابراهيم بن غسان بن فرج العودي : قد جرَّدت لك ألف فارس من نخبة عسكري ، وأمرت أن يحمل معك مائة ألف درهم تصرفها فيما تحتاج إلى صرفها من أمورك ، وخذ من خيلي ثلاثة أفراس نجيبة معك تنتقل عليها ، وخذ بين يديك دليلاً قد رسمته لصحبتك فادفع إليه من المال ألف درهم ، واحمله على فرس من الثلاثة فليركض بين يديك ، فإذا صرت على فرسخ واحد من (نسا) ، ( وهي المدينة التي يتواجد فيها محمد بن القاسم ) فافضض لكتاب ، واقرأه واعمل بما فيه ولا تغادر منه حرفاً ، ولا تخالف مما رسمته شيئاً واعلم أن لي عيناً في جملة من صحبك يخبرني بأنفاسك ، فاحذر ثم احذر وأنت أعلم).
وهذا يبين مدى خوف ابن طاهر من أن يكون هذا القائد يميل إلى صف محمد بن القاسم ، فلقد كان ذلك شيئا طبيعياً لأن نفوس الناس كانت مع الحركة الثورية ، ولكن السلطات كانت تجلب وتسخّر الناس في ضرب الحركة الرسالية مرة بالتهديد ومرة بالإغراء ومرة بالإفساد ومرات بأساليبها المختلفة حتى أن ابن طاهر يقول : جعلت عيوناً عليك يرقبون أنفاسك .
فسار قائده إلى (نسا) وقبل أن يصل بفرسخ فتح كتاب ابن طاهر وإذا فيه الخطة كاملة ، والبيت الذي يسكن فيه محمد بن القاسم ، وصاحبه أبو تراب ، ويأمره فيه أن يستوثقهما بالحديد ، استيثاقاً شديداً ، وأن ينفذ خاتمه مع خاتم محمد بن القاسم أول ما يظفر به ، وقبل أن يعود خطوة واحدة لكي طمئن ، وعلى الذي يرسلهما معه أن يركض بهما ركضاً ، ثم يكتب إليه شرح ما حدث . (وكن على غاية التحرز والتحفظ والتيقظ من امره حتى تصير به وصاحبه إلى حضرتي).
نجحت الخطة وحمل محمد بن القاسم مع صاحبه أبو تراب إلى ابن طاهر في نيسابور ، فجاء ابن طاهـــر ليراهما فقال لقائده : (ويحك يا إبراهيم )أما خفت اللـه في فعلك - يقصد القيود الثقيلة جداً التي وضعها على محمد وصاحبه - أتقيد هذا الرجل الصالح بمثل هذا القيد الثقيل ؟
فقال إبراهيم العودي ( قائده ) : ( أيها الأمير خوفك أنساني خوف اللـه ووعدك الذي قدمته إليّ أذهل عقلي عما سواه ).
وكانا يتكلمان من فوق سطح يطل على الغرفة المسجون بها محمد بن القاسم في نيسابور .
فقال ابن طاهر : خفف هذا الحديد كله عنه ، وقيِّده بقيد خفيف في حلقته رطل وليكن عموده طويلاً ، وحلقتاه واسعتين ليخطو فيه ، وفي فترة سجن محمد بن القاسم طلب قرآناً يتدارس فيه .
وكان عبد اللـه بن طاهر يخرج من اصطبله بغالاً عليها القباب ليوهم الناس أنه قد أخرجه ، ثم يردّها حتى استتر بنيسابور ، سلّه في جوف الليل ، وخرج به مع إبراهيم العودي ووافى به الري ، وقد أمره عبد اللـه بن طاهر أن يفعل به كما فعل هو ، يخرج في كل ثلاث ليال ومعه بغل عليه قبة ، ومعه جيش حتى يجوز الري بفرسخ ، ثم يعود إلى أن يمكنه سلّه ، ففعل ذلك خوفاً من أن يغلب عليه لكثرة من أجاب محمد بن القاسم بالبيعة له ، حتى أخرجه من الري ولم يعلم به أحد ، ثم اتبعه حتى أورده بغداد على المعتصم .
وقد سمع المعتصم بمسير محمد إلى بغداد ، فأرسل إلى طاهر العودي أن انزع العمامة من عليه واجعله حاسراً وانزع رداء قبة البغل ليكون على البغل حاسراً ، ثم أدخله بغداد .
وكان يريد بذلك تعذيب محمد نفسياً والحط من كرامته ، وقد ازدحم الناس ازدحاماً شديداً على الطرقات حين إدخال محمد بن القاسم إلى بغداد ، ثم أدخل على المعتصم في مجلس اللـهو والشراب .
وقيل : وجعلت الفراغنة يحملون على العامة ويرمونهم بالقذر والمعتصم يضحك ، ومحمد بن القاسم يسبّح ويستغفر اللـه ويحرك شفتيه يدعو عليهم ، والمعتصم جالس يشرب ، ومحمد واقف إلى أن انتهى من لعبه فأمر بسجنه .
وسرعان ما دبّر محمد بن القاسم حيلة ذكية للهروب ، ثم توارى عن الأنظار في بغداد ثم إلى واسط ، وقد شَدَّ وسطه للوهن الذي أصاب فقار ظهره عند عملية هروبه . وظل محمد مختفياً بعد ذلك إلى نهاية عهدَي المعتصم ومحمد الواثق ، ثم بعض أيام المتوكل ، وقيل أنه أخذ إليه فحمل إلى السجن حتى مات فيه .
ولكن ماذا فعل خلال فترة تواريه عن الأنظار وهي ليست بالفترة القليلة ؟ هذا ما أجابت عليه الثورات العديدة التي قامت بعد ذلك في عهد المتوكل ، والمستعين وما بعده من الخلفاء ، التي لم تدع الخليفة يلعب ويلهو براحة .
وفي واسط سكن محمد بيتــــاً يعــــود إلى أم ابــن عمــه علي بــن الحســن بــن علي بن عمر ابن الإمام زيـــن العابدين (ع) وكانت عجوزاً مقعدة ، فلما نظرت إليه وثبت فرحاً وقالت : (محمد واللـه ، فدتك نفسي وأهلي ، الحمد لله على سلامتك ) فقامت على رجلها وما قامت قبل ذلك بسنين .
وقال إبراهيم العودي ، قائد جيوش ابن طاهر يصف محمداً : ما رأيت قط أشدّ اجتهاداً منه ، ولا أعف ، ولا أكثر ذكراً لله عزّ وجلّ مع شدة نفس ، واجتماع وما أظهر من جزع ولا انكسار ولا خضوع في الشدائد التي مرت به ، وإنهم ما رأوه قط مازحاً ولا هازلاً ولا ضاحكاً إلا مرة واحدة ، فإنهم لما انحدروا من عقبة حلوان أراد الركوب ، فجاء بعض أصحاب إبراهيم بن غسان العودي ، فطأطأ له ظهره ، حتى ركب في المحمل على البغل ، فلما استوى على المحمل قال للذي على ظهره مازحاً : ( أتأخذ أرزاق بني العباس وتخدم بني علي بن أبي طالب ؟ وتبسم ) .
وقال : عرضوا على محمد بن القاسم كل شيء نفيس من مال وجواهر وغير ذلك ، فلم يقبل إلاّ مصحفاً جامعاً كان لابن طاهر فلمّا قبله ، سُر عبد اللـه بن طاهر بذلك ، وإنما قبله لأنه كان يدرس فيه .
ووجود شخصية ثورية مثل محمد وثورة مثل ثورته تدلان على أن الحركة الرسالية لم تتوقف يوماً ما عن مسيرتها ، وأنها لا يمكن أن تميل عن استقامتها التي كانت معهودة بها ، وهاتان ميزتان موجودتان في طول الثورات التي قامت بها الحركة الرسالية .
بجانب وضع السلطة المتأزم ومن عهد الإمام الجواد (ع) بدأت مسيرة ذات كيفية خاصة للثورات وطبيعتها ، ووضع الحركة الرسالية في أيام الإمام الجواد كان جيداً ، وإذا كان أحرج وقت مرّ على الحركة الرسالية هو في أيام الإمام موسى بن جعفر (ع) ، فإن أحسن الأوقات كانت في عهد الإمام الجواد (ع) ، وربما لذلك جاء في الحديث المأثور عن ابن اسباط وعبّاد بن إسماعيل : ( أنا لَعند الرضا (ع) بمنى إذ جيء بأبي جعفر (ع) قلنا : هذا المولود المبارك ؟ قال : نعم هذا المولود الذي لم يولد فـي الإسلام أعظم بركة منه) (5).
وروي أبو يحيى الصنعاني قال : كنت عند أبي الحسن (ع) فجيء بابنه أبي جعفر (ع) وهو صغير فقال: (هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم على شيعتنا بركة منه ).
والبركة التي حصلت للحركة الرسالية بولادة الإمام الجواد (ع) ليست في ارتفاع الإرهاب والاختناق السياسي عنهم فقط بل وأهم من ذلك في تجذر الرسالة عقيدة وفكراً وسياسةً وفقهاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اقتبسنا هذا الفصل من كتاب التاريخ الإسلامي للمؤلف : ( ص 343 وص 348 - 355 ) .
(2) جامع الرواة / العلامة الأردبيلي : ( ج 1 ، ص 609 )
(3) المسعودي : ( ج 3 ، ص 465 ) .
(4) المصدر .
(5) البحار : ( ج 50 ، ص 23 ) .
   
   
   
http://www.alkadhum.org/other/mktba/sira/imam_reza/index.htm

تماس با هنر اسلامی

نشانی

نشانی دفتر مرکزی
ایران ؛ قم؛ بلوار جمهوری اسلامی، نبش کوچه ۶ ، مجمع جهانی اهل بیت علیهم السلام، طبقه دوم، خبرگزاری ابنا
تلفن دفتر مرکزی : +98 25 32131323
فاکس دفتر مرکزی : +98 25 32131258

شبکه‌های اجتماعی

تماس

تمامی حقوق متعلق به موسسه فرهنگی ابنا الرسول (ص) تهران می‌باشد