كان أهلُ الحجاز يوصَفون بالاُميّين ، والاُميّ هو من لم يتعلم القراءة والكتابة فهو كمن ولدتهُ اُمُه ، أو هو باق في عَدم العلم بالقراءة والكتابة على الحالة الّتي وُلد فيها من اُمه.
ولأجل أن نعرف مدى ما كان عليه العلمُ والثقافة عند العرب من القيمة يكفي أن نعلم بأن عدد الذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة بين قريش إلى ما قبل ظهور الإسلام لم يكن يتجاوز ( 17 ) شخصاً في مكة و ( 11 ) نفراً فقط من بين الأوس والخزرج في المدينة (1).
إذا لاحظنا هذا التخلف والانحطاط في مجال العلم والثقافة في البيئة العربية الجاهلية يتضح لنا مدى تأثير الإسلام ، وادركنا عظمة التعاليم الإسلامية في جميع الحقول الاعتقادية والاقتصادية والأخلاقية والثقافية ، ولابدّ في تقييم الحضارات أن نطالع وندرس الحلقة السابقة ، ثم نقيم الحلقة التالية في ضوء ذلك ، وفي هذه الصورة نقف على عظمة تلك الحضارة الحقيقية (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ فتوح البلدان : ص 457 ـ 459.
2 ـ للوقوف على معلومات أوسع واكثر حول عقائد مختلف طوائف المجتمع العربي الجاهلي ، وثقافتها وتقاليدها راجع الكتابين التاليين :
ألف : « بلوغ الارب في معرفة أحوال العرب » تأليف السيد محمود الآلوسي المتوفى عام 1270 هجري قمري.
باء : « المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام » تأليف الاُستاذ جواد علي ، وهذا الكتاب اُخرجَ في ( 10 ) مجلدات ، وقد بُحثَ فيها كل ما يرتبط بحياة العرب في العهد الجاهلي.
سيد المرسلين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الاستاذ المحقّق الشيخ جعفر السبحاني