در حال بارگذاری؛ صبور باشید
منبع :
شنبه

۱۰ اردیبهشت ۱۳۹۰

۱۹:۳۰:۰۰
44195

خطب النبي ( صلى الله عليه وآله ) للدعوة العلنية

     بعد أن حكى القمي في تفسيره قصة هلاك المستهزئين قال : " فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقام على " الحجر " فقال : " يا معشر قريش ، يا

 

 

 بعد أن حكى القمي في تفسيره قصة هلاك المستهزئين قال : " فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقام على " الحجر " فقال : " يا معشر قريش ، يا معشر العرب ، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وآمركم بخلع الأنداد والأصنام ، فأجيبوني تملكوا بها العرب وتدين لكم العجم ، وتكونوا ملوكا في الجنة " . فاستهزأوا منه وقالوا : جن محمد بن عبد الله . ولم يجسروا عليه لموضع أبي طالب. فالخطاب لقريش عامة وللعرب بالأعم ، والمقام الذي اختاره لخطابه العام هذا هو حجر إسماعيل حول البيت في مطاف المسجد الحرام أي أجمع مجامع الحج وأشرف مواقفه فكان كما روى ابن هشام عن ابن إسحاق : وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانتشر ذكره في بلاد العرب كلها. وهذا هو ما كان يحذره أولئك المستهزئون المهددون لمنعه عن الإعلان بدعوته في ذلك الموسم العام . ولكن هل كان هذا هو البيان الأول العام لدعوته العلنية العامة ؟ أما اليعقوبي فيقول : وأقام رسول الله بمكة ثلاث سنين. يدعو إلى توحيد الله عز وجل وعبادته ، والاقرار بنبوته ويكتم أمره . حتى قالت قريش : ان فتى ابن عبد المطلب ليكلم من السماء. ثم أمره الله أن يصدع بما أرسله به فأظهر أمره وقام " بالأبطح " فقال : " اني رسول الله ، أدعوكم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر ، ولا تخلق ولا ترزق ، ولا تحيي ولا تميت " فاستهزأت به قريش وآذته . وكان المؤذون له جماعة منهم : أبو لهب ، والحكم بن أبي العاص ، وعقبة بن أبي معيط ، وعدي بن حمراء الثقفي ، وعمرو بن الطلاطلة الخزاعي . وكان المستهزئون به : العاص بن وائل السهمي والحارث بن قيس بن عدي السهمي ، والأسود بن المطلب بن أسد ، والوليد بن المغيرة المخزومي ، والأسود بن عبد يغوث الزهري . وكانوا يوكلون به صبيانهم وعبيدهم فيلقونه بما لا يحب. فهو يروي أول خطبة له بالأبطح لا الحجر ، فلعله قبل الموسم . ثم هو يرى قصة المستهزئين بعد الصدع بالأمر ، وكأنه يرى صدعه بالأمر بمعنى أنه " عاب عليهم آلهتهم ، وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا كفارا " أو هو مرحلة ما بعد الصدع . ثم هو يرى فرقاً بين المؤذين له وهم خمسة والمستهزئين به وهم خمسة آخرون . فلعل محمد بن ثور الذي عدهم سبعة عشر رجلاً قد خلط بينهم . وقبله قال ابن إسحاق : فلما بادي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قومه بالإسلام - وصدع به كما أمره الله - لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه حتى ذكر آلهتهم وعابها ، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا على خلافه وعداوته إلا من عصم الله منهم بالإسلام  . فهل يعني ذلك أنه لما بادي قومه لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه حتى صدع بأمره كما أمره الله فذكر آلهتهم وعابها ، فأنكروا ذلك وأعظموه وعادوه وأجمعوا على خلافه ؟ لعله يعني ذلك . وإذا كان كذلك فلعله ( صلى الله عليه وآله ) بعد مرحلة الدعوة السرية ، وبعد مرحلة الدعوة الخاصة للأربعين للأقربين من العشيرة بني عبد المطلب أو بني هاشم ، بادي قومه بدعوته العامة العلنية دون هذا المعنى من الصدع بالأمر ، فبدأ بخطبته على " الصفا " الخالية من هذا المعنى من الصدع بالأمر أي عيب الآلهة وذكرها بالسوء كما في " المناقب " لابن شهرآشوب قال : روي أنه لما نزل قوله *( وأنذر عشيرتك الأقربين ) *( أي بعد هذه المرحلة ) صعد رسول الله - ذات يوم - الصفا ، فقال : يا صباحاه ! فاجتمعت إليه قريش فقالوا : مالك ؟ قال : أرأيتكم ان أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . قال قتادة: ثم إنه خطب فقال: أيها الناس ، ان الرائد لا يكذب أهله ، ولو كنت كاذباً لما كذبتكم ، والله الذي لا اله الا هو ، اني رسول الله إليكم حقاً خاصة والى الناس عامة ، والله لتموتون كما تنامون ، ولتبعثون كما تستيقظون ، ولتحاسبون كما تعملون ، ولتجزون بالإحسان احساناً وبالسوء سوءاً ، و انها الجنة أبداً أو النار أبداً . وانكم أول من أنذرتم. وهذه الجملة الأخيرة من هذه الخطبة على " الصفا " هي التي تحملنا على القول : بأنها أول خطبة ، فالخطبة "بالأبطح" ثم الخطبة " بالحجر " في الموسم . فلعل هذا هو وجه الجمع المعقول بين الخطب الثلاث .

 

 

 

 


 

المصدر:موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج 1 - ص 444 - 447

 

 

تماس با هنر اسلامی

نشانی

نشانی دفتر مرکزی
ایران ؛ قم؛ بلوار جمهوری اسلامی، نبش کوچه ۶ ، مجمع جهانی اهل بیت علیهم السلام، طبقه دوم، خبرگزاری ابنا
تلفن دفتر مرکزی : +98 25 32131323
فاکس دفتر مرکزی : +98 25 32131258

شبکه‌های اجتماعی

تماس

تمامی حقوق متعلق به موسسه فرهنگی ابنا الرسول (ص) تهران می‌باشد