در حال بارگذاری؛ صبور باشید
منبع :
شنبه

۱۰ اردیبهشت ۱۳۹۰

۱۹:۳۰:۰۰
44202

وفاة ابي طالب و خديجة

روى العياشي في تفسيره عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: كانت خديجة قد ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة . فلما فقدهما رسول

روى العياشي في تفسيره عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: كانت خديجة قد ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة . فلما فقدهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد ، وأشفق على نفسه من كفار قريش، فشكى إلى جبرئيل ذلك، فأوحى الله إليه: يا محمد اخرج من القرية الظالم أهلها، وهاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر. وروى الشيخ الصدوق بسنده عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن أبا طالب أظهر الكفر وأسر الايمان، فلما حضرته الوفاة أوحى الله عز وجل إلى رسول الله: اخرج منها فليس لك بها ناصر، فهاجر إلى المدينة. ولكن روى الطوسي في أماليه بسنده عن هند بن أبي هالة الأسيدي ربيب رسول الله من خديجة قال: كان الله عز وجل يمنع عن نبيه بعمه أبي طالب (رحمة الله عليه)، فما كان يخلص إليه من قومه أمر يسوؤه مدة حياته. فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله بغيتها وأصابته بعظيم من الأذى حتى تركته لقى فقال: لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم، وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا عم. ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر، واجتمع بذلك على رسول الله حزنان حتى عرف ذلك فيه. وقال الشيخ الطبرسي في " إعلام الورى " : خرج النبي ورهطه من الشعب وخالطوا الناس ، ومات أبو طالب بعد ذلك بشهرين ، وماتت خديجة بعد ذلك ، وورد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمران عظيمان وجزع جزعاً شديداً، ودخل على أبي طالب وهو يجود بنفسه وقال : يا عم ربيت صغيراً ونصرت كبيراً وكفلت يتيما ، فجزاك الله عني خير الجزاء ونقله تلميذه القطب الراوندي في " قصص الأنبياء " بلا اسناد عنه. وقال الراوندي في وفاة أبي طالب: توفي أبو طالب عم النبي وله (صلى الله عليه وآله) ست وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعون يوماً. ثم قال : والصحيح أن أبا طالب توفي في آخر السنة العاشرة من مبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله). ثم توفيت خديجة بعد أبي طالب بثلاثة أيام ، فسمى رسول الله ذلك العام، عام الحزن. وتبعهما ابن شهرآشوب في أن أبا طالب توفي بعد خروجه من الشعب بشهرين، وأضاف تعيين السنة فقال: بعد النبوة بتسع سنين وثمانية أشهر . ثم قال : فلما توفي أبو طالب خرج النبي ( صلى الله عليه وآله) إلى الطائف وأقام فيه شهراً، ثم انصرف إلى مكة ومكث بها سنة وستة أشهر في جوار المطعم بن عدي فالمجموع إحدى عشرة سنة وبضعة أشهر ، وهو خلاف المشهور في مدة مكث الرسول بمكة قبل الهجرة . أما ابن إسحاق فبعد أن ذكر الهجرة إلى الحبشة وصحيفة المقاطعة وحصار الشعب وفكه، قال: ثم إن خديجة بنت خويلد وأبا طالب هلكا في عام واحد ، فتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة - وكانت له وزير صدق على الاسلام يشكو إليها - وبهلاك عمه أبي طالب، وكان له عضداً وحرزاً في أمره ومنعة وناصراً على قومه . وذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين . فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب - حتى - حدثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن جده قال: اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه تراباً، فدخل رسول الله بيته والتراب على رأسه ، فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي، ورسول الله يقول لها: لا تبكي يا بنية، فان الله مانع أباك. وقال: ما نالت مني قريش شيئاً حتى مات أبو طالب. والطبرسي في " إعلام الورى " نقل صدر مقال ابن إسحاق ، ثم نقل عن كتاب " المعرفة " لابن مندة قول الواقدي كذلك : أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، وفي هذه السنة توفيت خديجة وأبو طالب وبينهما خمس وثلاثون ليلة. وابن شهرآشوب نقل قول الواقدي كذلك: أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، وفي هذه السنة توفي أبو طالب. الا أنه قال: وتوفيت خديجة بعده بستة أشهر. ولم يستند الواقدي فيما ذهب إليه إلى نص خبر، ولكن الظاهر أنه يستند في وفاة خديجة إلى نص خبر رواه عنه تلميذه وكاتبه ابن سعد بسنده عن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد قال: توفيت خديجة في شهر رمضان سنة عشر من النبوة ، فخرجنا بها من منزلها حتى دفناها بالحجون، فنزل رسول الله في حفرتها. قيل: ومتى ذلك يا أبا خالد ؟ قال: بعد خروج بني هاشم من الشعب بيسير، وقبل الهجرة بثلاث سنوات أو نحوها. ونقل سبط ابن الجوزي عن ابن سعد عن الواقدي عن علي (عليه السلام) قال : " لما توفي أبو طالب أخبرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فبكى بكاء شديدا ثم قال : اذهب فغسله وكفنه وواره ، غفر الله له ورحمه . فقال له العباس : يا رسول الله ، انك لترجو له ؟ فقال : اي والله انى لأرجو له . وجعل رسول ‹ صفحة 638 › الله ( صلى الله عليه وآله ) يستغفر له أياما لا يخرج من بيته ". وكذلك قال اليعقوبي: وتوفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين، ولها خمس وستون سنة. ودخل عليها رسول الله وهي تجود بنفسها فقال: بالكره مني ما أرى، ولعل الله أن يجعل في الكره خيراً كثيراً، إذا لقيت ضراتك في الجنة - يا خديجة - فأقرئيهن السلام. قالت: ومن هن يا رسول الله؟ قال: ان الله زوجنيك في الجنة، وزوجني مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم، وكلثوم أخت موسى. ولما توفيت خديجة جعلت فاطمة تتعلق برسول الله وهي تبكي وتقول: أين أمي؟ أين أمي؟ فنزل جبرئيل فقال : قل لفاطمة: ان الله تعالى بنى لامك بيتاً في الجنة من قصب، لا نصب فيه ولا صخب. وتوفي أبو طالب بعد خديجة بثلاثة أيام، وله ست وثمانون سنة، وقيل: تسعون سنة. ولما قيل لرسول الله: ان أبا طالب قد مات! عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه، ثم دخل عليه فمسح جبينه الأيمن أربع مرات، وجبينه الأيسر ثلاث مرات، ثم قال: يا عم ربيت صغيراً وكفلت يتيماً ونصرت كبيراً، فجزاك الله عني خيراً. ومشى بين يدي سريره وجعل يعرض له ويقول: وصلتك رحم وجزيت خيراً. وقال: اجتمعت على هذه الأمة في هذه الأيام مصيبتان لا أدري بأيهما أنا أشد جزعاً. يعني مصيبة خديجة وأبي طالب . وروي عنه أنه قال: ان الله عز وجل وعدني في أربعة: في أبي وأمي وعمي وأخ كان لي في الجاهلية. واجترأت قريش على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد موت أبي طالب وطمعت فيه وهموا به مرة بعد أخرى. وكان رسول الله يعرض نفسه على قبائل العرب لا يسألهم الا أن يؤوه ويمنعوه ويقول: إنما أريد أن تمنعوني مما يراد بي من القتل حتى أبلغ رسالات ربي. فكانوا يقولون: قوم الرجل أعلم به. ولم يقبله أحد منهم. وقال البلاذري: قالوا: مات أبو طالب في السنة العاشرة من المبعث وهو ابن بضع وثمانين سنة، ودفن بمكة في الحجون. ثم روى بسنده عن أبي صالح مولى ابن عباس قال: لما مرض أبو طالب قيل له: لو أرسلت إلى ابن أخيك فأتاك بعنقود من جنته لعله يشفيك؟! فأتاه الرسول بذلك وأبو بكر عنده، فقال له أبو بكر ( ان الله حرمهما على الكافرين ) [ فلما رجع الرسول إلى أبي طالب بجواب أبي بكر ] قال: ليس هذا جواب ابن أخي. وطابق الطبري في تأريخه ابن إسحاق راوياً عنه لم يزد عليه شيئاً. وافتقد التوفيق المسعودي بين كتابيه ، فقال في : " مروج الذهب " : وفي سنة ست وأربعين ( من مولده ) كان حصار قريش للنبي وبني هاشم وبني المطلب في الشعب . وفي سنة خمسين كان خروجه ومن تبعه من الشعب ، وفي هذه السنة كانت وفاة خديجة زوجه وقال في : " التنبيه والإشراف ": وتوفي عمه أبو طالب وله بضع وثمانون سنة، وزوجته خديجة بنت خويلد ولها خمس وستون سنة في العاشرة من مبعثه، بينهما ثلاثة أيام، وقيل أكثر من ذلك. وذلك بعد إبطال الصحيفة وخروج بني هاشم وبني عبد المطلب من الحصار في الشعب بسنة وستة أشهر. وكان مدة مقامهم في الحصار ثلاث سنين وقيل: سنتين ونصفاً، وقيل: سنتين على ما في ذلك من التنازع. ثم يقول: وفي هذه السنة سنة خمسين من مولده . نعم ، انما الخلاف بين الكتابين في مدة الحصار ، فاختار في " مروج الذهب " أنها أربع سنين آخرها الخمسون من عمر الرسول وفيها وفاة خديجة وأبي طالب ، وبينما اختار في " الإشراف " أنها ثلاث سنين وبعدها بسنة ونصف كانت وفاتهما . ونقل الشيخ الطوسي في " المصباح " عن ابن عياش أن وفاة أبي طالب - رحمة الله عليه - كان في السادس والعشرين من شهر رجب.


المصدر:موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج 1 - ص 634 - 640

تماس با هنر اسلامی

نشانی

نشانی دفتر مرکزی
ایران ؛ قم؛ بلوار جمهوری اسلامی، نبش کوچه ۶ ، مجمع جهانی اهل بیت علیهم السلام، طبقه دوم، خبرگزاری ابنا
تلفن دفتر مرکزی : +98 25 32131323
فاکس دفتر مرکزی : +98 25 32131258

شبکه‌های اجتماعی

تماس

تمامی حقوق متعلق به موسسه فرهنگی ابنا الرسول (ص) تهران می‌باشد